لايملك من حطام الدنيا إلا اليسير
القليل الذي لايكفي حتى لسد الرمق
حبا أنساها كل شئ الا التفكير في حبيبها الذي لايفارق مخيلتها ليلا أونهارا
فهي لاتحس بطعم الحياةإلا برؤيته ..اوبـــــ مكالمته ...وفي التفكير فيه ...
لاتعرف متى أحبته ولكنها تعلم علم اليقين انها تحبه حبا لانظير له في تاريخ العاشقين ...
ولكن تبقى المشكلة : كيف ستخبر أهلها انها تحبه ...ذلك الحب الجنوني؟...
وهي تعرف مسبقا أنهم لن يوافقوا على مثل ذلك الحب الذي لايناسب مقامهم
الراقي ... فأبوها يتمنى أن يزوجها لابن أخيه ليجمع إرث العائله ..
وأمها : تتمنى أن تزوجها لولد الجيران الطبيب إبن عمدة المدينة ...
فقررت الاخيرة المسكينة أن تزور أحد العلماء الذي تتوسم فيه الخير عسى أن
يفتيها في أمرها ...أو يعطيها حلا ...
لمشكلتها المعقدة ...فما هي إلا ساعه حتى وجدت نفسها بين يدي ذلك العالم
( الشيخ نجيب الله )
فحكت له قصتها من البداية الى النهاية ...فلم يتمالك الشيخ نفسه فذرف دموعا غزيرة ...
وهو يردد رحماك ربي الرحيم رحماك بهؤلاء الشباب المساكين ......
ثم وعدها أن يقنع أباها بقبوله الزواج من ذلك الفتى الفقير الذي تحبه كثيرا
بكل ماأوتي من حكمه عسى أن يرحم قلبها الصغير المعذب ...
ولكن محاولة الشيخ باءت بالفشل ورده ابوها خائبا ...فرجع يكفكف دموعه
وهو يتوقع امرا عظيما ....ويردد في نفسه : اللهم سلم سلم ...
وبعد أيام انتشر نبأ الفتاة المسكينة العاشقه أنها قد أنتحرت بشربها لمبيد سام لاتتحمله امعاء فتاة الصغيرة ...
وعلم فيما بعد أن حبيبها لازم قبرها يبلله بدموعه حتى توفاه الله بعد ثلاثه أشهر ...